الصمت يالة من شبح يطارد الإنسان في جميع مواقفه فيالة من سعيد الذي يستطيع التغلب علية وإيقافه
كانت البداية في ليلة من الليالي الممطرة في فصل الشتاء في حوالي العاشرة ليلا
عندما شاهدها هذاالشاب الذي يبلغ من العمر منتصفة كان شابا مه**ا لا يعلم من الفتيات أحدا
كان جادا في عملة لا يلتفت خلفه لملذات الحياة ولم يكن في حسبانه أنة يوما سيحب
وهي كانت فتاه من عائلة محافظة تربت علي الأدب والأخلاق وأنة لا يحق للبنت أن تكلم الولد
ولكنها الظروف بل إنها الصدفة لا ليست صدفة بل انه القدر الذي جعلهم يجتمعوا في مكان واحد في هذه الساعة المتأخرة في هذه الليلة الممطرة ليقع منهامنديلها الأبيض علي الأرض وهي مسرعة لتعبر الطريق ولم تلاحظه
ليمسك به هذاالشاب ويعبر خلفها ليعطيها إياه وهي لم تنطق بكلمة سوي أشكرك وتركته وسارت لتكمل مسيرتها نحو بيتها
أما هو فقد ظل مكانة يشاهدها ويلاحظ خطواتها وهي تبتعدوتختفي عن نظرة بكل خطوة تخطوها
ولكنة استيقظ من غفلته فجأة وتقدم نحوها بخطوات سريعة ليلحق بها لماذا لا يدري ولا حتي أنا ادري ما هذه الخطوات المسرعة لقدأسرع حتي كاد ليقع من شدة إسراعه
أما هي فقد أبطات خطواتها لعلة يأتي ليكلمها فلم تكن هي لتكلمه ولكنها ما إن رأته وهو يعطيها المنديل حتي أحست بشيء غامض في داخلها يسيطر عليها ويجعلها تبطيء الخطي في هذا المطر الغزير وتنتظر
و تنتظر؟؟
ولكن طال انتظارها ولا أحدا يأتي ليكلمها فلم يكن هذا الشاب إلا عندمااقترب منها حتي أبطيء خطواته وتسمرت قدماه
وارتجفت سواعده ونشف ريقه فلم يعلم ماذا يقول هل يوقفها ليكلمها ويعرف من هي ؟ بل لماذا هو يمشي خلفها كل هذه المسافةبل لماذا ولماذا ؟؟ أشياء كثيرة لا يعرف إجابتها ولا حتي نحن ما الأمر هل هذه هي النهاية هل يظل هكذا
أم ماذا يفعل هذا هو السؤال الذي حير هذا الشاب ولكن في النهاية قرر أن يسرع ويستوقفها ليسألها من هي وما اسمها ؟
أما هي فلقدطال انتظارها ولم تلتفت خلفها لتراه يتقدم نحوها بل زادت من خطاها لتسرع نحو بيتها لأنها أدركت أن ما كانت تفكر به لن يتحقق فلقد خذلها إحساسها ولكنها كانت تسيربخطوات سريعة ولكن كانت تنهمر دموعها علي خديها أسرع بعدما تيقنت أنها اخطات العنوان
ولكن الشاب زاد من سرعته أكثر وأكثر حتي لو شاهدته لحسبته يجري ويركض كما يركض الفهد خلف فريسته
وما أن اقترب وكانت الفتاه تعبر الطريق حتي نادي عليها يا........ ولم يكمل فتحولت دموع الفتاة إلي فرح لقد سمعت من ينادي فالتفتت إلية وهو يكمل عبارته ........ انسه وما أن أتمها حتي جاءت عينيها في عينيةلبرهة وجيزة قبل أن تختفي من أمامه تلك الفتاة ولكن كيف اختفت ؟؟؟
وقف الشاب مكانة لدرجة انك إذ رايته حسبته تمثال تركة احد المارة في الطريق ينظر إلي الأرض بكل دهشة وألم ما هذا الذي كان يراه وهذا الذي رآه فما أن جاءت عيني تلك الفتاه فيعينية حتي صدمتها عربة مسرعة لأنها كانت تقف في وسط الطريق في الظلام الحالك وسط هذا المطر الغزير نعم صدمتها لتطيح بها أرضا أمام من أحبها
نعم لقد احبهاالشاب ولكن لم يكن يعرف شعورة الذي كان يحس به نعم ما كان ليضيعها او يفرق بينةوبينها سوي الموت
وتوقفت العربة ونزل سائقها نحو الفتاة وتوجه إلية هذاالشاب ولم يكن يعلم ماذا يفعل فقد كانت قدماه هي التي تحركه وساعد الشاب السائق عليرفع الفتاة ووضعها في العربة وتوجه بها إلي اقرب مستشفي وهناك
تدخل الطب وقال الطبيب يجب لها من عملية جراحية فورا ولكن أولا يجب أن ينقل لها دم من نفس فصيلتها فتقدم الشاب مسرعا ومن حسن الحظ كان الدم متطابق فدخل وتبرع ودخلت هي غرفةالعمليات بعدما عرفوا هويتها وطلبوا من أهلها الحضور
ووسط العملية طلبوا نقل دم أخر ودخل الشاب بدون وعي وتبرع ومرة آخري تبرع ومرة آخري ولكنها كانت الأخيرةفلقد فقد كمية كبيرة من الدم وعندها دخل في غيبوبة تامة
أما داخل غرفةالعمليات فلقد انتهت العملية وخرجت الفتاة من غرفة العمليات أيضا في غيبوبة تامةليسال أهلها الطبيب عن حالها وهو يجيب ننتظر اثنان وأربعون ساعة ثم نحكم وكانت أصعب يومين علي الجميع
أما الشاب فقد حاول الأطباء انعاشة ولكن ما من فائدة ...... ودخل غرفة العناية المركزة تحت جهاز التنفس الاصطناعي
وهنا تقابل الاثنان تقابلوا ليتكلموا ويقولوا الكثير والكثير ............ يتبع
أظنكم تنتظرون النهاية
اعتقد أني أطلت عليكم وطال انتظاركم ولكن اعذروني
ففي غرفة العنايةالمركزة كان الاثنان الشاب والفتاه موضوعان كل منهما علي جهاز التنفس الاصطناعي وموصلين بأجهزة قياس نبض القلب ومن حولهم الأطباء والأهل
أما ففي الخيال وفي منطقة الأحلام أحلام الشاب كان اللقاء
أري أنكم تتسألون كيف ولكني سأحكي لكم
ففي أحلام الشاب كانت الساعة العاشرة من ليلة ممطرة من ليالي الشتاء المظلمة وكانت علي الجهة الاخري تلك الفتاة التي ابهره جمالها وهي تعبرالطريق
ويقع منها منديلها الأبيض وهو لم يكن ليضيع الفرصة حيث انطلق ليأخذالمنديل وينطلق خلفها ليستوقفها
ويعطيها المنديل
أما في غرفةالعناية المركزة فكان الأطباء في قمة التأهب حيث ازدادت عدد نبضات قلب هذا الشاب وسط ذهول الجميع
أما علي الجهة الأخرى فقد كانت الفتاة تحلم في داخلها بنفس الحلم وما أن استوقفها هذا الشاب ليعطيها المنديل وعينها جاءت في عينية عندماالتفتت لتأخذ منة المنديل حتي أحست بشعور داخلي غامض ولكنها تغلبت علية ونطقت بعبارة شكرا فقط علي الرغم من أنها كانت تريده أن يحدثها وما أن انطلقت حتي .....
أما
داخل غرفة العناية المركزة فلاحظ الأطباء زيادة قليلة في نسبةالأدرينالين في دم تلك الفتاة وزيادة طفيفة في نبض ضربات القلب
أما الشاب فعندما نطقت الفتاة بكلمة شكرا وما أن التفتت لتكمل طريقها حتي امسك ذلك الشاببيدها وقال لها ثانية واحدة من فضلك امن الممكن أن أوصلك إلي بيتك لأني خائف عليكمن هذه الطرقات وهذا الظلام الحالك
واخذ ينتظر الإجابة
أما في داخل غرفة العناية المركزة فقد لاحظ الأطباء أن ضربات القلب تزيد مرة أخري عند هذا الشابلدرجة أنهم ادركو أنة هالك لا محالة
أما عن الفتاة فلاحظوا زيادة سريعة في عدد نبضات قلبها وأعطوها حقنة لتهدئتها أما في داخلها وداخل أعماقها
فقد ارتبكت من جملة هذا الشاب ولكنها وافقت نعم وافقت لانها كانت تريد ذلك وبالفعل انطلق الاثنان في طريقهم نحو بيت تلك الفتاة
وفي هذه اللحظة انخفضت عدد نبضات القلب لدي الأطباء داخل غرفة العناية المركزة ليحمدوا الله أن هذه الفترة مرت بسلام
أما عن الشاب فقد استقرت نبضات قلبه لأنة رأي أروع مشهد رأته عيناه فعندماوافقت تلك الفتاه علي مصاحبته لها لمنزلها حتي أدرك أن أبواب السعادة قد انفتحت أمامه فقد كانت تلك الفتاة بعينيها الخضرواتان اللذان يعطيان بريقا خاصا في وسط هذاالظلام من خلف نظارتها التي تعطيها الاحترام والوقار وملبسها الجميل الذي يضفيعليها منظرا بديعا يوحي بعظمة الخالق سبحانه وتعالي
ويبهر كل من يراها كماابهر هذا الشاب.
أما عن الفتاه فقد استقر نبضها لأنها فعلت ما تريده فقد كانشعورها يتحقق وما أروع تلك اللحظات التي تمر عليها عندما يكلمها ذلك الشاب ليسألهاعن اسمها وبيتها وأهلها وهواياتها ليفتح معها مجالا للكلام
وهي ترد عليةبكل رقة وعذوبة صوت
أما الشاب فقد كان يرتجف جسده كلما سمعها ترد عليةبأجمل كلام وتسأله أيضا عن نفسه
أما عني فيالها ويا أروعها من لحظات تمرعلي الاثنان وهم يتحدثان ويضحكان وقد نسو كل ما حولهم من مطر وظلام وبرد
أما داخل غرفة العناية المركزة فقد استقر كل طبيب علي كرسيه الخاص ليلتقطنفسه بعد تلك الساعات القاسية التي مرت علية ليجد أمامه ما أصعب وما لا يستطيع إيقافه فما هذا الذي يراه أمامه انه انه ....
أما عن الشاب والفتاة فقداقتربا من منزل تلك الفتاة الذي كان علي الجهة الأخرى من الطريق وهم يعبروا الطريق ليوصلها لمنزلها ليسمعوا من قريب وليس بعيد صوت خافت ولكنهم استشعروه قريبا جدا حتيصدمهم في مشهد لا استطيع وصفة فقد نظر الاثنان إلي بعضهم نظرة الوداع ليتلاقوا فيحياة أخري يا تري هل سيلتقيان واخذوا ينظران لبعضهم حتي
قال الطبيب داخل غرفةالعناية المركزة البقاء لله توفي الاثنان فلقد كان جهاز النبض خط مستقيم ويعطي صافرته