السيارة البرمائية ليست فكرة جديدة.. ولكن رينسبيد Squba تطفو ببراعة فوق الماء.. كما يقول مهندسها المسئول: فابيا جروب وبمجرد الضغط علي زر واحد تتحول السيارة الي قارب.
ويتم التغيير في فتحات التهوية الامامية التي تنفتح أمام الماء مباشرة فتتحول السيارة الي قارب سريع! وينطلق القارب عبر بحيرة زيوريخ.. وهي تقاوم الامواج برقة.. وسوف تشعر بجمال التجربة عندما تضع اصبعك في الماء البارد للبحيرة السويسرية واذا كانت السيارة أو القارب يعمل بالبطارية.. فنحن نعلم أن الكهرباء والماء لا يمتزجان!! وقد سمعنا الكثير من الحكايات عن نماذج لوتس التي تعمل بالبطاريات.. بينما يقول مهندس رينسبيد SQuba انه هو الوحيد علي ظهر هذه »السيارة - القارب« لأنه الوحيد الذي يحظي بشهادة في الغطس ضمن الفريق العامل معه!
وتتوالي المفاجآت.. حيث تستعد للغوص بالسيارة - القارب - الغواصة!! فيقول جروب: سوف نغطس الآن وقد شاهدته يفتح بابه ثم سرعان ما تتدفق المياه الي داخلها ويحيط بنا الماء من كل جانب! وتزداد صعوبة المهمة.. اذا علمنا ان الماء بارد جدا ويكاد يصل لدرجة التجمد!! ونطالع من خلال رينسبيد مخترعها فرانك ريندركنشت.. وهو أيضا مؤسس الشركة رينسبيد! وقد كان فرانك يشاهدنا من قارب مجاور!
اما عملية التنفس فقد كانت تتم من خلال خزان الهواء الموضوع بالسيارة.. بينما كنا نغوص بها وتستقر السيارة - آسف الغواصة - أسفل الماء.. ولنا أن نتساءل: ما أسباب ابداع Squba؟! السبب الاول هو عمل دعاية للترويج لشركة رينسبيد. واذا نجحت في ابداع سيارة غواصة.. فهذا دليل اكيد علي تفوق الصانع ومهاراته العالية.. من خلال هذا النموذج التجريبي اما السبب الثاني فهو عشق الابداع ذاته.. فبدون الرغبة في الابتكار والابداع.. لن تتطور الحياة وربما لن تكون هناك حياة.. كما يقول فرانك ومن المؤكد أن الافكار الجديدة تنبع من هذا الاسلوب المغامر والمبتكر!
واذا كان جيمس بوند قد القي بتأثيره علي Squba.. فان فرانك وضع بصمته الكبري عليها فهو يقول: ماذا يمكن أن نفكر فيه بعد ذلك، هل هي سيارة طائرة؟! نحن نستطيع انجاز هذا الهدف ونحن نعشق ابتكار مثل هذه الاشياء المجنونة!
واذا كنا قد قمنا بقيادة الكثير من السيارات الفاخرة والرائعة عبر الصحراء والقطب المتجمد الشمالي.. فإننا لم نقم بقيادة نموذج ل »لوتس« تحت الماء!.. انها تجربة جديدة جديرة بالمتابعة والتقدير. وقد قام فرنك بشراء نموذج من اليزي عام ٧٠٠٢ وقام باعادة توظيفها وبنائها. حيث تم استبدال محرك تويوتا بست بطاريات مضادة للماء تقوم بقيادة العجلات الخلفية علي الارض.. ثم المحركات الدافعة في الماء. ورغم أن رينسبيد تحتوي علي تجهيزات اليكترونية متطورة.. فإن بقية مكوناتها تبدو بسيطة الي حد ما فلم يكن هناك سقف.. علما ان اية سيارة برمائية تحتاج الي عدة أطنان اضافية كي تغوص تحت الماء.. والي خزانات كي تطفو فوقها مرة أخري. ولكن Squba نجحت في التغلب علي هذه الحاجات الاساسية بملئها بمواد رغوية FOAM هذه المواد الرغوية جعلتها تحتاج الي ٠٥ كيلو جراما فقط.. كي تغوص تحت الماء.
اما فوق الارض.. فهي تستطيع التعامل مع زحام المرور.. وتنطلق بسرعة ٥١١ كيلو مترا في الساعة كما هو محدد في سويسرا!! وصحيح انها تستطيع الانطلاق أسرع من ذلك.. ولكن هذا لم يكن هدف مبتكريها ورغم انها تستطيع أن تكون صديقة للبيئة ولا تنتج اية عوادم الا أن فرانك يقول ان هدفه ليس منافسة نموذج »تيسلا«!
واذا تحولنا لعرض تفاصيل Squba.. سوف نكتشف انها نموذج غال جدا »٠٠٨ ألف جنيه استرليني« أي ما يقارب ٨ ملايين جنيه مصري« كما انها تحتوي علي محرك كهربائي يضم ٦ بطاريات ليثيوم بحرية وهو ينتج قوة ٣٧ حصانا عند ٠٠٥٤ دورة في الدقيقة.. وعزما يبلغ ٨١١ رطل/قدم عند ٠٠٥١ دورة في الدقيقة وتعمل السيارة بنظام الدفع الخلفي للعجلات.. وهي تنطلق من صفر حتي ٥٨ كيلو مترا خلال ١.٥ ثانية وتسير بسرعة ٥.٣ كيلو متر في الساعة.. تحت الماء ويبلغ الوزن الاجمالي ل رينسبيد Squba ٠٢٩ كيلو جراما.. وقد تمت صناعتها من الالومنيوم والالياف الزجاجية.
وقد ابدعت رينسبيد عدة ابتكارات سابقة منها: رينسبيد اليدوية عام ٣٠٠٢ وكذلك رينسبيد بريستو عام ٢٠٠٢ ورينسبيد سبلاش عام ٤٠٠٢ وتبقي ابداعات رينسبيد خالدة في الذاكرة.. ذاكرة عشاق ومحبي الابتكار!