السلام عليكم ورحمة الله
_ مقال أدبي
_ العنوان : نحن والحياه
_ بقلم : أبومسلم
لم آتي إلى هنا لأكتب احاديثا منمقة .. ولا كلمات مصفوفة منظمة ولم آتي ليقول
عني البعض كاتب ، فينظر لي نظرة احترام وتقدير ، فليس هذا ما أصبو أليه ،
إنما أنا هنا لأنشر فكرا راقيا ولأشارك من هم حولي الآراء والأفكار .. فما نحن
سوى أفراد بسطاء ..لسنا بعلماء نتناقش في أمور ستفنى الحياه إن تركناها ولا
نتناقش أيضا في مواضيع لا نفقه فيها شيئا .. فهذا ليس عدلا إن فعلنا أو فكرنا
يوما بفعله . الحياة من حولنا تتجدد باستمرار وهذا أمر واقعي .. فكل ما فيها
يتغير والتغير البسيط مع مرور الزمن سيظهر جليا أمام الملأ ، واضحا أمام أعين
الجميع . لكن تبقى هنالك أمور في هذه الحياه لها مكانتها المرموقة ، لأنها قدمت
من أشخاص صدقوا النية في ما أرادوا وما كانت أهدافهم الا سامية لا تشوبها
شائبة ، فلنقل مثلا هؤلاء الذين يخطون بأقلامهم الكتب .. بعضهم رحل من عشرات
السنين وبعضهم من مئات السنين والبعض من آلاف السنين .. بعضهم لم تكن
له يد تساعده ليكتب .. لكنه ترك أثرا ما زال إلى الآن موجودا وكأنما الذي خط
الأسطر ما زال حيا يرزق .. هذه أمور واقعية لا محل للجدال فيها . فالقلم مجرد
وسيلة لتحفظ خواطر الأفراد وأحاديثهم على الرقائق والأوراق .
ما هذا سوى مقدمة لحديثي المتواضع والذي أحب أن يكون بداية للرقي الفكري
وبداية للصعود في درجات هذه الحياة صعودا شريفا .. على أن نترك أثرا هادفا
في هذا الوجود الواسع . يوما ما أنا وأنت والآخرون من حولنا سنختلف في أمر
معين وهذا لا شك فيه فجميعنا أصحاب آراء ومبادئ ، وجميعنا في الوقت ذاته
يرى أنه صاحب المبدأ الذي سيمثل الصواب .. دون أن تتبادر إلى أذهاننا بعض
الأمور المنطقية فلربما مثلا كانت جميع المبدائ ذات هدف واحد لكن اختلفت الوسيلة
أو لربما كانت افكارنا وآرائنا واحدة لكن كل منا صاغها بأسلوب جعلها تختلف في
ظاهر الأمر او لربما أيضا كنت أنا او غيري أحمل فكرا قد جانبت الصواب به فلم
يعد سليما .. هذه الأمور واردة فلو كان جميعنا يدرك هذه النقاط حينما ندخل في
الحوار لأصبح الحوار بناء .. هي هكذا الحياه أمور صغيرة تبنى عليها الأسس
الكبيرة كما الانسان لن يصل إلى الطابق العاشر دون أن يمر بالأول فالثاني وهكذا
اذا فالحياة درجات نبلغها بالصبر درجة تلو الأخرى .. لنصل إلى رقي لا يمكن
ان نقول أنه النهاية . لاننا مهما فعلنا فلن ندرك نهاية الرقي .
الحياة اليوم هي جبال مرتفعة ووديان سحيقة وبينهما نحن فمنا مثلا من يهوى
معاركة الحياة ليصل الى مبتغاه فهذا هو الذي يصعد الجبال ليدرك القمم ومنا
أيضا من يهوى الاسترخاء فيبقى في قعر الوديان لا يحرك ساكنا .. منا من يحاول
ويبذل ما بوسعه فهذا إن وصل فقد حقق ما اراد وإن لم يصل كتبت له المحاولة
في سبيل الوصول .
في ختام حديثي هذه الحياه تحتاج إلى اناس مخلصين ليأخذوا بيدها نحو الرقي
فهي لن تذهب بمفردها فلنأخذ بيدها نحن ونمضي معها لنجعلها حياة مطمئنة
ملحوظة (( فكرنا الراقي مستمد من عقيدتنا الاسلامية التي لا مثيل لها في الكون أجمع ))
دمتم بود
أبومسلم
مع تحياتى ميكى